شعر/ محمد الغيثي

من لذة الحس أخرجني
لكي أنسى
من وحشة الجسد المفروغ
ما أنسى

أتعبتني فيك يا بعضي
أنا مُدنٌ
مسافرين حيارى فيكَ
يا أقسى

خدعتني
أيها المخلوقُ من ولوعي
بما أُريدُ
تقول الآنَ :
لي تعسا !

وكم تعاودُ وسواسي
وتمنعُهُ
وكم تُدافعُ حُسناً
يشدهُ الحسا

ولا أصيرُ رماداً
إنما لهباً
هنا
هناكَ
وروحاً
لم تعد تأسى

وحانةً لم أكن أرتادُ تفضحني
إذا ذُكرتُ
نعم
ساقيتهُ كأسا !

ضعفتُ يا لهبي الواني
على سفرٍ
مع الكلامِ
وما لامستهُ لمسا

كبرتُ عقدينِ
وابنُ العقد يسألني
متى نعودُ ؟
وبعضُ العمرِ لا يَنسى

لمرةٍ
أحملُ المعهود من كتبي
أقولُ للزمنِ الأستاذِ :
زد درسا

لقد شرحتَ جراحي
وهي نازفةً
ولن تعاودَ جرحي .
أعرفُ البؤسا

لو انتصرتُ لنفسي بالعزوفِ
لما
تفننَ الأملُ المهووسُ
لي رفسا

ولو سكتُ كثيراً
ربما التمعتْ
لي
السيوفُ
التي
نازلتها حدسا

ولو ذهبتُ مع ريحٍ
لما انتظرت
مراكبي
حيثُ
لا تدري لها
مرسى

تركتُ للرملِ آثاري
لأتبعني
فلم أجد ليَ
لا صوتاً
ولا حسا

سألتُ عنيَ
أقطاري
ولا أحدٌ
ولا رفاقَ
كأني لم أكن إنسا

ولا ألومُ !
كثيرُ اللوم يُزعجني
ومن ألومُ ؟
ألومُ الحظَ والنفسا

على الخريطةِ
تلك الأرضُ تقصفها
قوى الجميعِ
ولم تُحدثْ بها بأسا ؛

فهل يخارُ وحيدٌ من أحبتهِ
وهم حواليهِ ؟
ليسوا بالدمى الخرسا.. !

شموعُهُ
لا تسلهم كيفَ !
أبعدهم
حنى عليهِ
ولم يُضمر له فأسا

وهم مراياهُ
لم تصمتْ محاجرهم
من التكهنِّ
في لا عينهِ النعسى

بجثة الرجل العاوي
بصرختهِ
بدونِ صوتٍ
وفي
لا موتهِ لبسا

بدمعهِ وهو يُصغي
خلف أضلعهِ
قصيدةٌ
من كفوف المُشتهى
تُحسى

وضحكةٌ في شفاهِ الغيبِ
تدفعُهُ
على المسيرِ
نعم
لا بد من مرسى

لا بد للظلمِ من بابٍ
بلا أسفٍ
عليهِ يُقفلُ
والأحبابِ من ممسى

للشعبِ من حاكمٍ
يولونهُ ثقةً
ولا يخونُ
وشعباً
ينصرُ القُدسا

لإخوةٍ من صميمِ الذاتِ
حاضرةٍ
على الدوامِ
وما أمسى ..
بهم أمسى

لا بُدَّ من فرحةٍ كبرى
مخبأةٍ
وراءَ كل جحيمِ الأرضِ
يا موسى .

١٥ أبريل ٢٠٢٤ م

المنشور التالي

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *