حول التحالف والحوثيون اليمن إلى سجن كبير وأخضعوا الشعب اليمني لعقاب جماعي ، دمر التحالف الجسور وحوالي ٣٥% من الطرق المعبدة وأغلق ١٧ مطارا و ١٣ ميناء وأغلق ٤ منافذ دولية من أصل ٦ ، بينما الحوثي لجأ إلى إغلاق بعض الطرق الداخلية وتلغيم بعضها الآخر وقد نتج عن ذلك أكبر أزمة إنسانية في العالم ، حيث أصبح أكثر من ٢٠ مليون تحت خط الفقر ، يعانون من نقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية والبنية التحتية .

الهدف من إغلاق المطارات والموانئ والطرقات هو إذلال اليمنيين وقتل معنوياتهم وخلق جيل مصدوم من الظلم والتمييز والعنف ، يعيش وهو يشعر بأن وجوده يتحكم فيه أشخاص لا يهتمون برفاهيتهم أو سلامتهم أو مستقبلهم .

عمل التحالف على عزل اليمن عن محيطها الخارجي والحوثي عمل على عزلها الداخلي ، الهدف من ذلك جعل الشعب اليمني يعيش في جزر عزل جغرافي مشتت ليسهل تغذية الهويات المناطقية وتجييش المجتمعات المحلية ، لذلك ، فإن تحديات الحدود الداخلية الناشئة لا تقل خطرا عن التحديات الخارجية ، فكلاهما تفرضان عزلة خانقة وتقوض الدولة والمجتمع .

منذ تسع سنوات يفرض الحوثيون حصارا قاتلا على مدينة تعز ، وقد ألحق هذا الحصار أضرارا جسيمة بالتجارة والأعمال وتسبب بالتفريق المتواصل بين أفراد العائلة وهو ما يعزز الإحساس بالاختناق والعزلة وانعدام الفرص الحقيقية لمغادرة المدينة حتى في ظروف الخطر المحدق .

يفصل بين مدينة تعز ومنطقة الحوبان التي تبعد عنها ب ١٥ دقيقة قناصون يجبرون المواطنين على سلوك طرق وعرة يقطعها المواطنون في ١٠ ساعات ، يتعرضون خلال تنقلهم للتفتيش المذل والمهين وينتظرون ساعات طويلة حتى يسمح لهم بالمرور ويتم في أحيان كثيرة احتجاز المواطنين والتجار والتحقيق معهم واستغلال حاجتهم في التنقل بغرض الحصول على معلومات أو الابتزاز والتهديد أو حتى المنع من السفر أو الاعتقال .

أضحت اليمن سجن ضخم ل٤٠ مليون يمني وهي تقريبا المكان الوحيد على هذا الكوكب الذي لا يستطيع الناس الفرار منه ، فمثلما يعاني أبناء مدينة تعز ، يعاني أيضا أبناء مديرية مراد والرحبة والجوبة والعبدية الذين يسافرون عبر صنعاء أو البيضاء أو شبوة للوصول إلى مركز المدينة ومن ثم إلى الوديعة وبدلا من قطع المسافة خلال ٤ ساعات أصبحوا يقطعونها خلال يومين .

مارس التحالف والحوثيون كل وسائل الضغط على الشعب اليمني ، وحينما نقول التحالف ، فإننا نربط بينه وبين المليشيات التابعة له ، وجميعهم أرادوا من اليمني أن يسلك طرقا بعيدة ووعرة لكي يكون بين الموت والحياة ، هو حي لكنه في حالة جمود وسكون ، لكي لا يصدر منه أي بادرة للحياة ، ومن يشاهد مآسي المسافرين عبر صحراء الجوف ، يدرك حجم العقاب الجماعي والإذلال الذي يتعرض له الشعب اليمني ، ولن يزول هذا الوضع إلا بتحركنا جميعا ككتل شعبية لنفتح الطرقات والمطارات والموانئ بالقوة ، بدون ذلك سيظلون يمارسون ساديتهم علينا ويتلذذون بآلامنا .

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *