أرعد البركاني وأزبد في الرد على عضو مجلس النواب علي مسعد اللهبي وقال قولته المشهورة ، إن اللهبي يهرف بما لا يعرف وأن مجلس النواب ، ليس من مهامه مخاطبة الأمم المتحدة في رفع العقوبات عن مواطن يمني ، لكننا فوجئنا برسالة مديح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان مهنئا له بالانتصار التاريخي على الأرجنتين على حد قوله ، معتبرا أن ما صنعه بن سلمان من عشق للانتصارات وصياغة مستقبل جديد ليس مجرد صدفة أو ضربة حظ ولكنه فكر قائد وملحمة بطل .

 

في الوقت الذي كان البركاني يكيل المديح لبن سلمان ، كان مندوب بن سلمان لدى الأمم المتحدة ، يشكو مليشيات الحوثي للمجتمع الدولي بأنها تشترط على بلاده السعودية أن تدفع جميع مرتبات مقاتليها بالدولار ، بينما السعودية تريد دفعها بالريال السعودي ، وفي الوقت نفسه ، كان محمد علي الحوثي يوجه خطابه للقاعدين على الرصيف في مصر وأبو ظبي ومليزيا على حد قوله ، بأنه يحرم عليهم أن يعودوا ليحكموا الشعب اليمني .

 

أعتقد جازما أن البركاني وغيره من قيادات الشرعية لم يعد في وجوههم ماء ولا في عروقهم دماء ، وإلا لما سمحوا لأنفسهم أن يتحولوا إلى مطبلين للقيادة السعودية التي تتجرع الهزائم في لبنان وسوريا والعراق واليمن وتعترض فقط على أن الحوثيين يريدون المرتبات بالدولار وليس اعتراضها على المرتبات ، لا نريد منهم معاداة السعودية ، نريد منهم أن يتعاملوا معها وفق مصلحة اليمن والشعب اليمني .

 

بدلا من أن يقوم البرلمان بدوره الرقابي والتشريعي ، يرفض سلطان التعاطي مع فساد المنظمات الدولية في اليمن وهدرها للمليارات من الدولارات وتسليمها إلى الحوثين ، كما أنه يرفض مساءلة الحكومة عن ملفات الفساد في مجال شراء الطاقة وبيع قطاعات نفطية وبيع العملة في المزاد العلني وتمويل الاعتمادات المستندية ورقابة الأموال التي ينفقها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ، كل هذه ليست من اختصاصه ، هو مختص فقط في مديح السعوديين والإماراتيين .

 

كان يفترض برئيس مجلس النواب أن يرفع برقية إلى محمد بن سلمان يوضح له الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها في تفكيك الشرعية حينما بنا جدارا عازلا من المليشيات ستهدد مصالح المملكة مثلما تهدد مصالح اليمن ، والسؤال الذي يطرح نفسه : ماهي إنجازات سلطان البركاني خلال ترؤسه لمجلس النواب غير تقديم صورته مع الشيخ زايد بن سلطان إلى ابنه محمد وبرقية التهنئة لمحمد بن سلمان بفوز المنتخب السعودي على المنتخب الأرجنتيني ؟

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *