أهلًا بك في العقد الثاني من الهزائم يا بن أخي أيها الضنى الغالي على قلبي وجوارحي.. عمّار أكمل عامه ال10عيد ميلاد سعيد ومديد.

 

أربعة أعوام ونصف، تعني أربعة أعياد ميلاد ونصف الميلاد، بلا عناق، بلا أعياد، بلا بلاد، بلا وطن، بلا هدى، بلا تواريخ وبلا أزمنة، بلا رؤى وبلا أمكنة، بلا مراجيح، بلا أحضان، بلا قُبل وبلا شغف، بلا أنفاس وبلا كلمات حانية.

 

لا شيء يُبكيني سوى هاتف يحمل صوتك يا عمار يا نخيل أيامي الحالكات ووجدي العريض كالسماوات، صنعاء أيضا تبكيني يا بن أخي وكبدي، وقد بعُدتْ أسفارها وتأبطها الطاعون، واستوطنها ضيم الطارئون، وجثمتْ على أنفاسها بنادق الكهوف.

 

أصبحتُ منكسر الخواطر مهموم الحال اتجنب السؤال عنك ومهاتفتك حتى لا أخوض تجربة الذات المجلودة ودورات القلق النزقة، حين اتهجا اسمك أشعر بشجن لا يطيق تجاعيد الصفحات ولا منعطفات الجغرافيا ولا انسياب الأمواج بين أصابع البحارة وشقوق القوارب العتيقة.

 

الحنين جارف في هذا التوقيت لكنه بلا تعريف، المساءات التي تحمل بقايانا إلى الأسرة مزيفة.. كأنهن ظل سمكة، نحن الباقون على العهد، نمتطي تقاسيم الأيام لعلنا نصل، دون جدوى.

 

أعرف اني بعيد لكنك أقرب إلي من أي فكرة. تغمرني روحك التي كنتُ ابث فيها مشاعري، وتواسيني سيرتك كلما ضاقت بي تغريبة الأمر الواقع، حتى نهر النيل بعظمته لم يعوضني غيابك..

 

وحدك المتدفق الذي يتجاوز حَوالِكُ اللّيَالي وهزيعه الأخير.. ليتني كنت شيئًا يطير، روح نبي مثلا تجليات صوفي عتيق، غيمة عكزها الغيث ومعراجها النسيم، ليتني يا بسملة عمري وآمين اقداري وسهاد جفني وتأوهات بلاد حاصرها الوجع أستطيع كنس هذه السياجات ودهس كل خرافة تقف عائقا بيننا.

 

“بُعثتَ يومَ بُعثتَ نايًا وآية

وعودُ مِسكٍ تفوحُ منه الهِداية

فكيف أُخفي مشاعري في غِيابك

وكيف أَنسَى وانتَ بدء الحكاية”!

 

السلام عليك يا عمار وعلى ابيك ومن ولاه.

السلام على أعين لا ترى غير عين الرضا في عيون البشر، على صابر كان ينوي الغياب فقرر أن يعتلي تلة ليرى كيف يحزن وجه القمر، على كل شبر بأرض خانها القادمون على صهوات الموالد، على كل جاحد بالغزاة.

السلام على سيد الأنبياء من له في القلوب احتفاء لا ضجيج به أو رياء.

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *