الزعيم نيوز – خاص : 

 
عام على الرحيل المأسوي لزعيم عربي خلد نفسه في ذاكرة الأجيال اليمنية 33 سنة راقصا على رؤوس الثعابين ومجدفا فوق عباب المتناقضات السياسية والاقتصادية ولا أحد من عامة الشعب لديه الاستعداد للتصديق أن الزعيم تركهم ورحل.
على عبد الله صالح بدء حياته في رئاسة الجمهورية العربية اليمنية 17 حزيران – يوليو 1978 وغادرها في 21 شباط فبراير 2012م رئيسا للجمهورية اليمنية لكنه ورغم تركه للسلطة فقد عاش زعيما ومواطنا صلبا أمام العواصف الهوجاء كان صوته يشعر المواطن اليمني بالأمان حتى بدء أن مقولته الشهيرة بكونه محميا بكل اليمنيين ليست صائبة وأن عكسها هو الصحيح تماما حتى كان يوم 4 ديسمبر 2017م اليوم الأسود في حياة اليمنيين حين اقدمت عصابة الغدر الحوثية على قتل الزعيم صالح بعمل عدائي جبان وغادر اردت من خلال التفرد في السيطرة على البلاد ومواصلة حربها العبثية دون وجود أي صوت عاقل أو مؤثر يمتلك القدرة على حشد اليمنيين نحو طريق السلام.
لا زال الصمات والغموض يلف المكان الذي دارت فيه أعنف مواجهات عرفتها اليمني في حي الثنية بمديرية الصافية حيث منزل الزعيم علي عبد الله صالح رحمه الله، حيث حشدت إليه الميلشيا الحوثية عناصرها الإرهابية من كل حدب وصوب وقطعت كل الطرقات التي كانت تدرك أن اليمنيين سيزحفون منها تلبية لدعوة زعيمهم وزجت بمئات الشباب المتحمس في سجونها قبل جريمتها بأسبوعين فملئتاها بألاف المختطفين 
لكن الحقيقة الوحيدة التي تطل بوجهها من المكان الموحش تقول إن العصابة الحوثية بذلت كل ما يمكنها من أجل التخلص من زعيم أمة كان صمام أمان شعبه وأمته وآخر الحكماء في تاريخ الوطن المثخن بالجراح.
جولة في الحي الذي شهد أعتى المواجهات للتخلص من الزعيم تكشف كمية الحقد والغل الذي صبيته المليشيا الحوثية على منزل الزعيم ومنازل أقاربه من أجل أن يخلوا لها الجو فقط لتنفيذ أجندتها الإيرانية الطامعة إلى إخراج اليمن من محيطه العربي وربطه بالمحيط الفارسي.
ما من رصاصات أو قذائف طالت منازل المواطنين من منزل الزعيم الراحل أو أي من منازل أقاربه ما يكشف لكل من يمر هنا أن صالح كان في مهمة الدفاع عن النفس بكل ما أوتي من عزم وقوة وصلابة المواطن اليمني الرافض للذل والانكسار والهزيمة مهما كان الثمن.
كانت المليشيا الحوثية تدرك ما تفعله وتدرك هدفها جيدا ومنذ اليوم الأول من مغادرة صالح كرسي الرئاسة في 21 فبراير 2012 كانت المليشيا جزء من مشروع الساحات الاحتجاجية بأهدافها الخاصة تحركها دوافع الانتقام من صالح لا أكثر وتقاطعت هذه الدوافع مع دوافع أخرين للتخلص من الرجل لذي وجدو فيه حجرة عثرة أمام طموحاتهم المتناقضة والتي لا يجمع بينها سوى دافع الانتقام من صالح لا أكثر.
عبد الملك الحوثي وحميد الأحمر نقيضا بعضهما لكن العداء لصالح وحدهم في قبو واحد بدء من خلاله حفر نفقا طويلا من أحد منشآت الأحمر في شارع مقديشو وصولا إلى أسفل مسجد منزل الزعيم على مدى أشهر لكن الأقدار لم تكتب النجاح هذه المرة وفشلت الخطة وفر الجناة نحو معاقل التمرد في مران. 
 
في الرابع والعشرين من أغسطس 2017 كان المؤتمر الشعبي العام بقيادة زعيمه الصالح يعد العدة للاحتفال بذكرى تأسيسه لكن المليشيا الانقلابية كانت تسير في طريق  التأجيج من أجل مواجهة صالح معتبرة أن الحشد للاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام ليس إلا مقدمة للتصعيد والانقلاب عليها وفي صبيحة 24 أغسطس الذكرى 35 لتأسيس المؤتمر كان الحفل يمر بهدوء والألاف من المواطنين ينتظرون رؤية الزعيم بينهم وكان لهم ما أرادوا لكن دقائق الحضور انتهت بمحاولة اغتيال خلف منصة العرض سقط على أثرها منفذ الهجوم ولم يصاب صالح  غير انه أدرك بدهائه أنه بات هدفا للجماعة الإيرانية  وانه لابد أن يتحرك لفعل شي وكانت المفاجأة أن المليشيا قد تقدمت أشواط على تحركه المتأخر إذ ما لبثت أن أقدمت يوم 27 أغسطس أي بعد أيام من الاحتفال على التقطع لنجل صالح  في جولة المصباحي واغتالت العقيد في مكافحة الإرهاب خالد الرضي وبهذا العمل الغادر كانت المليشيا تقترب أكثر من صالح الذي أرهق كل مشاريع  الطائفية.
وما لبثت أن حشدت المليشيا الحوثية حشدا طائفيا كبيرا للاحتفال بالمولد النبوي في ميدان السبعين وجعلت منه فرصة للبدء بشرارة المواجهة التي أفضت إلى أحداث ديسمبر ومقتل الزعيم صالح في الرابع منه، حيث بدأت جموع المسلحين الحوثيين تتقاطر نحو منزل العميد طارق صالح قائد الحراسة الخاصة وشقيقة قائد كتيبة محاربة الإرهاب في القوات الخاصة العقيد محمد بن محمد صالح ومحاولة الاحتكاك المسلح مع حراسة المنزلين في شارع الجزائر وبدأت المعركة التي انتهت يوم الرابع من ديسمبر باغتيال الزعيم صالح وأمين عام المؤتمر الشعبي العام عارف عوض الزوكا من قبل المليشيا الحوثية في ظل دعم إيراني قطري منقطع النظير وتطويق المليشيا الحوثية للعاصمة صنعاء ومنع أي محاولة للتحرك لكسر الحصار عن الزعيم وإيقاف بث قناة اليمن اليوم التي كانت تشكل حلقة الوصل بين الزعيم والشعب.
باكرا أعدت المليشيا عدتها وقامت بتلغيم حتى الجبال المحيطة بالعاصمة صنعاء خشية أن تعتلى قوات الزعيم تلك الجبال والتي مازالت حتى اللحظة ماتزال مزرعة الغام وفقا لشهود عيان موثوق بهم.
لكن هذه ليست النهائية أنها فقط بداية حديث لما يمكن أن تفصح عنه الأيام القادمة وربما يخرج الصامتون عن صمتهم للحديث عن حقيقة فقدان الشعب اليمني لمصدر أمنه وداعية السلام في وجه الحرب المستعرة.

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *