مصطفى المخلافي

لم يقتنع رئيس مجلس القيادة الرئاسي بصفة رئيس المجلس وكأنه كان يشعر بالنقص طالما وصفة فخامة الرئيس لم ترافقه طيلة فترات طموحه، فتحول إلى رئيساً للجمهورية التي لم نرى منها سوى العلم الذي يزين خلفية صورته الشخصية في مواقع التواصل ووكالات الأنباء

جاء رشاد العليمي بصفة رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومعه نواب شركائه في القرار وإدارة الدولة التي مُزقت بتحالفات داخلية وإقليمية، لنفاجئ بخبر نُشر يوم أمس على صفحته الرسمية يصفه برئيس الجمهورية، مجمداً بهذا الخبر مناصب نوابه السبعة، وكأن الرجل كان ينتظر انحياز البحسني والمحرمي لعيدروس الانتقالي ليتفرد بكرسي ظل شاغراً منذ تسليم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح للسلطة في العام ٢٠١٢م وإلى يومنا هذا.

ظل رشاد العليمي لسنيين يطمح بمنصب رئيس الجمهورية وحين أتت الظروف لتحقيق طموحه كان الرجل قد أنجز مهمته الكاملة التي أوكلت له على أكمل وجه قبل عاصفة الحزم، وما إن أتت العاصفة كشف عن وجهه الذي ظل يخبئه عن الجميع لسنيين ليبدأ مشواره في تفكيك حزب المؤتمر الشعبي العام تلبية لرغبة بعض دول الجوار التي كانت وما زالت تخشى من ترابط الحزب وقواعده العريضة الممتدة من اقصى اليمن إلى أقصاها، وهو ما فشل به الرجل وعاد من مهمته هذه بخفي حنين.

قبله كان هادي يشعر بذات النقص ويطمح بنفس الطموح، وحين أتت له الفرصة تحول لتسونامي يجرف الحياة من أمامه ليغطي النقص الذي كان يشعر به أمام صالح، وحين استنفذوه كاملاً غادر الكرسي الذي ظل طوال فترة حكمه كبيراً عليه، ولم تشفع له صفة الرئيس حينها احترام عامة الشعب له، الذي كان يشعر بالخجل من كونه رئيساً لهم، وهو الأمر الذى يمر به العليمي اليوم وسيمر بباقي ذات المراحل إلى أن يستنفذونه ويرموه في قبو لا يصله أحد.

وبما أن علي عبدالله صالح حكم اليمن لثلاثة عقود فمن الصعب أن تقنع الناس ببديل له، نحن نتحدث هنا عن جيل كبير يمثل أكثر من نصف سكان اليمن عاصروا عهد صالح وكان يجذبهم الرجل في كل مرة بخطاباته وتصريحاته التي قل من يجرؤ عليها، صالح الذي مازال الناس يترحمون عليه لليوم، تجدهم متأثرين به وبتلك الكاريزما النادرة التي لم ولن يجدونها في غيره، كان يشبه اليمن كما لم يشبهها غيره، استطاع أن يُخلد نفسه في قلب كل رجل يمني، حتى خصومه تجدهم في قرارة نفوسهم يثنون عليه، لأنه تفوق عليهم حتى وهو يلقى ربه شهيداً، وكأنه كان على موعد مع ربه

نحن هنا نتحدث عن ازمة الرئيس التي تعد مشكلة معضلة تواجه اليمن منذ أحداث فوضى ٢٠١١م مشكلة عجز التحالف العربي عن حلها أو إيجاد لها بدائل من شأنها، تقبل الشارع اليمني للبديل الذي يمكن أن يغطي مكان صالح، وهي مشكلة لو وجد لها حل لدفنت كل مشاكل اليمن التي بدأت بمشكلة ساحات الربيع وانتهت بتفريخ العديد من المشاكل والصراعات الداخلية والتحالفات ذات الطابع الشخصي والحزبي

ولذا أجد بأن الحل للخروج من كل هذا المأزق هو البحث عن رئيس لا يقل أهمية عن علي عبدالله صالح، لأن شخصية وصورة صالح لازال للحظة الشعب متأثرا بها، فإما أن يكون البديل كصالح وإن شابهه، أو أن تستمر الحرب وتصل شرارتها لدول الجوار، وإن أمنوا شرها اتتهم جاثية.

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *