الزعيم نيوز – كتب عبدالله السنامي : 

عام على انتفاضة الثاني من ديسمبر التي اشعلها الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الامين عارف الزوكا وهي الانتفاضة التي فصلت بين ضبابية الموقف في اليمن وهي الضبابية التي استفاد منها الحوثي و ظل الحوثي ممسكا بها وجاعلا منها جدار يستند عليه ويغطي بها عوراته المتعددة بحق اليمن والمنطقة..
 
مليشيات الحوثي خسرت نفسها بغدرها بالشهيدين لاسيما والثقل السياسي والشعبي الذي يمتلكها صالح كبير جدا الامر الذي غير فعلا كفة الموازين والاحداث في اليمن .
 
مع تشبثهم بالغطاء السياسي الذي وفره صالح لهم والمتمثل في التشكيل الوزاري والمجلس السياسي الا ان الحوثيين فقدوا الغطاء الشعبي وهو الاهم لاي سلطة تريد ان تحكم وبالذات حكم اليمن
ويمكن ايجاز نتائج الانتفاضة الشعبية في وجه الحوثي التي اشعل شرارتها الزعيم صالح ورفيق دربه الامين الزوكا
 
الجانب الساسي :
تلقت الجماعة الارهابية ضربات سياسية كبيرة ولعل اهمها تعريتها محليا امام الشعب اليمني وكشف زيفها وادعائها انها تواجه الغرب وتحديدا امريكا واسرائيل ، وجاء ذلك من خلال معركة ميناء ومدينة الحديدة التي فضحت جماعة الحوثي جماعة وفكر واعلام ، فما ان كادت قوات المقاومة اليمنية مسنوده بطيران التحالف العربي ان تستعيد مدينة وميناء الحديدة في العملية العسكرية النوعية ، واعتراف ضمني من عبدالملك الحوثي زعيم العصابة بذلك، الا ان المجتمع الدولي تدخل بقوة لانقاذ الجماعة من مصير الهزيمة في الحديدة ، وسارعت دول كبريطانيا وامريكا واوربا باكملها للضغط لايقاف العملية العسكرية والتسريع بما يسمى عملية السلام والتي تجاهلتها الجماعة الارهابية وتناساها المجتمع الدولي وفرضها حماية للحوثي ومنع انهياره في الحديدة ،الامر الذي عرى جماعة الموت الحوثية امام الشعب اليمني واتضح للجميع انها جماعة ارهابية مدعومة من دول عالمية وجعلت من اليمن ساحة للصراع الدولي وهو مادفع ثمنه غاليا اليمنيين .
ومن صور الانتكاسة السياسية هروب وزراء كوزير الاعلام عبدالسلام جابر فضلا عن قيادات كبيرة في الجيش والامن وانضمامهم الى معسكرات المقاومة والشرعية لقتال المليشيات وتحرير اليمن منها.
كما يمكن الاشارة الى انه وخلال عام تقريبا لم تعقد اية مشاورات للتفاوض مع الحوثي وهو مايكشف ان جماعة الحوثي لايهمها السلام وايضا المجتمع الدولي يؤمن بأنها جماعة غير مبالية بالسلام ان لم تكن ارهابية ، وكذلك ظهر ان المؤتمر الشعبي العام كان يمثل الظل السياسي الدافع لجماعة الحوثي للسلام وكذلك ظهر كوجه ايجابي امام المجتمع الدولي كطرف يمكن الوثوق فيه في محادثات السلام ، وقد انعقدت مع ظلال المؤتمر ثلاث محطات للسلام محطة في جنيف بسويسرا ومحتطين في الكويت.  
 
الجانب الاقتصادي 
عند اشعال انتفاضة الثاني من ديسمبر كان سعر الدولار 400ريال الا انه لم يستمر طويلا مع استفراد الجماعة الظلامية بالحكم اذ اطلقت غلة ايديها لتعبث بالاقتصاد ، فالكوابح التي كان يمثلها حزب المؤتمر الشعبي العام وتحديدا الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح تجاوزها الحوثي وعصابته بعد الاغتيال الغادر لصالح والزوكا ، فجاهرت المليشيات بفرض الاتاوات وتبجحت في النهب والسلب تحت مسميات صنفت فيها المجتمع الى قسمين الاغنياء ورجال المال والاعمال وهؤلاء اجبرتهم على الدفع بحجج كثيرة منها الحماية والفدية ودعم المجهود الحربي وغيرها ،وهناك عوام الناس من الفقراء والبسطاء ولهم تبتكر العصابة الحوثية مسميات كثيرة لسلب اموالهم ولكن من باب الدين تحت مسميات دعم المولد النبوي وشعائر الحسين وكربلاء وغيرها ناهيك عن التوجيه المطلق للآلة الاعلامية والدينية لاستعطاف الناس وجرهم الى فلك الجماعة الظلامية ، بأن الحوثي يمثل خليفة الله في الارض كحفيد للنبي محمد عليه السلام وانه يتعرض لعدوان امريكي اسرائيلي ، وان الشرعية سيغتصبون النساء ويسلبون الناس ممتلكاتهم ، وكلها وسائل وطرق تفنن الحوثي فيها لسلب الناس عقولهم لاتباعه ونهب اموالهم الشحيحة واقناعهم بوجوده .
منذ سبتمبر 2016 تهبت جماعة الحوثي مرتبات موظفي الدولة مدنيين وعسكرين ، وفي الوقت الذي كانت الجماعة تنشئ دولتها الخاصة بموظفين جُدد يتبعونها سلاليا وعقائديا وتدفع لهم المرتبات بشكل سري، كانت ايضا تسابق الزمن في اقامة الدورات السرية للموظفين لكسبهم وازالة غضبهم من الفاقة والحرمان ، وفي زخم كل ذلك دأبت الجماعة في دوراتها التعبوية للموظفين وبشكل ممنهج على القاء اللوم على حزب المؤتمر الشعبي العام وان فساد الحزب السبب ، وفي العلن تتهم الشرعية ، ومع لك فقد كشف زيف الجماعة مع استحواذها على الحكم بعد قتلها غدرا للشهيد الزعيم والشهيد الامين ،اذ استمرت في نهب المرتبات وصرف نصف راتب فقط كل ستة اشهر.
ومع التعسف الممنهج لجماعة الحوثي ضد رجال المال والاعمال ، وسعت من انتهاكاتها ضد التجار والمؤسسات الخاصة والبيوت التجارية مع تمكين تجارها ومؤسساتها كبديل عنهم وهو ما ادى الى افلاس بنك اليمن والكويت و اضطرار بنك التضامن الاسلامي لمغادرة صنعاء الى عدن تفاديا من الافلاس .
 
الجانب العسكري
يمثل الجانب العسكري الاهم من كل الجوانب ذلك انه الاكثر خطورة بالنسبة للحوثي ونقطة ارتكاز اساسية لانتفاضة الثاني من ديسمبر وتنفيذا حقيقيا لها ولوصايا الشهيد علي عبدالله صالح ’ وبالنسبة لجماعة الغدر والخيانة الحوثية فأنه تستطيع تجاوز كل الجوانب التي تكالبت عليها بعد غدرها بصالح والزوكا الا الجانب العسكري وهو كذلك جوهر معركة الخلاص الوطني من مليشيات الحوثي الني اطلقها صالح واصبحت المعركة بين الشعب وزمرة سلالية تسعى للاستفراد بالحكم.
البداية من محافظة شبوة التي طهرت بشكل كامل وباتت خالية تمام من عصابات الحوثي اما في الساحل الغربي فأنها اكثر وضوحا وترجمة لانتفاضة الثاني من ديسمبر حيث تم تطهير مناطق واسعة واستراتيجية من مليشيات الحوثي بدء من استعادة اكبر معسكر في اليمن "معسكر العمري" والمتحكم عسكريا بمضيق باب المندب وانتهاء بالتوغل في عمق مدينة الحديدة وخوض مواجهات وحرب استنزاف لجماعة الحوثي في جبهة يبلغ طولها حوالي 200 كيلوا متر تبدء من محيط مدينة حيس وتنتهي في شارع صنعاء بمدينة الحديدة ، وايضا مثلت معركة الساحل الغربي حصد كبير لقادة المليشيات لاسيما اولئك القادمين من صعدة او المؤدلجين عقديا للسلالة .
 
وفي محافظة صعدة تمكنت القوات الحكومية من استعادة مساحات واسعة من المحافظة التي تمثل مركز ثقل لجماعة الحوثي الارهابية ، فقد سيطرت الشرعية على كامل مديرية الظاهر وباتت قريبة من استكمال السيطرة على مديرية باقم ، كما انها تخوض معارك في عمق مران ورازح ذات الجبال الوعرة والتي يختبئ في كهوفها زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي .
 
وفي البيضاء حققت القوات الحكومية انتصارات كبيرة منها تطهير كامل مديرية ناطع والملاجم وتشكل جبهة مهمة لاستنزاف مليشيات الحوثي الاجرامية. 
 
 
الحوثية من الداخل
مع استفراد جماعة الحوثي بالقرار بعد اغتيالها للرئيس السابق وامين عام الحزب تصاعدت حدة الخلافات بين قيادات الجماعة ووصلت الى مستويات كبيرة ادت في مجملها الى مقتل صالح الصماد رئيس مايسمى المجلس السياسي اضافة الى مصرع عدد كبير مكن قيادات الجماعة وكل ذلك نتيجة الصراعات والانقسامات داخلها وبلاغات كيدية فيما بين المشرفين ،وايضا تصاعدت الانقسامات في صفوف الجماعة وصراع الاجنحة بين قادتها وفشل عبدالملك الحوثي في احتواء الكثير منها ،مثل الصراع على خليفة الصماد في رئاسة المكتب السياسي للجماعة ، اما القيادات الوسطى للجماعة فتنظر للاستحواذ الكبير للمغانم من قبل القيادات وتحاول كل بنفسه التكتل وراء مصالح فردية خلف تلك القيادات وولجوا في حرب استخباراتيه داخلية وصلت حد القتل ولو من باب البلاغات وفتح قنوات تواصل مع المقاومة والشرعية وقوات التحاف ، فباتت صنعاء وغنائمها تمثل طاحونة للجميع ، كذلك هناك خلاف كبير بين الجماعة الحوثية كسلالة ، حيث يبدي حوثيي صنعاء وذمار غضبهم وامتعاضهم من استحوث حوثيي صعدة وعمران على النصيب الاكبر والاهم من المكاسب والمغانم ، وكثيرا من يتحجج الاخيرين انهم ضحوا كثيرا في سبيل الحوثي خلال الحروب السابقة وان حوثيوا صنعاء وذمار وحجة واب كانوا في نعيم ، بل ويطلق عليهم (اصحاب الطيرمانات) وان عليهم التضحية في هذه المعركة التي اسماها الحوثي معركة النفس الطويل ، ومع ذلك فأن هذه الصراعات اتت اكلها ، وبحسب مصادر في التحالف والشرعية فأن كم هائل من المعلومات والبلاغات عن تحركات واعمال قيادات حوثية كبيرة تتدفقت من بعد ثورة الثاني من ديسمبر ما ادى الى مصرع الكثير من القيادات .
 
الجانب الاجتماعي
ظلت جماعة الغدر والخيانة الحوثية تتخذ من حزب المؤتمر الشعبي العام غطاء شعبي لها واستغلت حالة الانسجام والتطبيع الذي منحها الحزب، وبالموازة سعت من باب الدين للدخول الى عوام الناس ، ومع ذلك فقد فشلت تماما في ايجاد توجه شعبي لمسيرتها ،وباتت اكثر عريا امام الشعب وامام نفسها منذ 4ديسمبر عند غدرها بالزعيم علي عبدالله صالح والامين عارف عوض الزوكا ، وهاهي المعركة اليوم وفق منطق الشارع بين الشعب وبين فئة باغية توراثت الظلم والطغيان على الشعب ، وفي سياق متصل كثفت الجماعة من علانية توجهاتها ففرضت شعاراتها الطائفية في جميع المساجد واقامة شعائرها الدينية الشيعية ، ورفعت اعلامها على حساب العلم الوطني ، وتخوض معركتها الخاصة ضد الشعب لاعادة ترتيبه وفق مشروعها الدموي تمهيدا لاعادة الامامة ولكن على الطريقة الايرانية .
ورغم جهود جماعة الحوثي الباغية الا ان الشعب اليمني لم ينجر ورائها ، اذ تعاني من نقص شديد في مقاتليها فتلجاء الى الاطفال ، اما عند التحشيد لفعاليتها فتتخذ اجراءات انية لاتعبر عن شعبيتها ، من خلال الترغيب والترهيب واجبار الشخصيات الاجتماعية على ذلك ، واستغلال حاجة الناس بعد ان عملت بشكل منظم على افقار المجتمع واستغلال ذلك لتحقيق مأربها. 
 

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *