الزعيم نيوز / خاص:

في ظل سلطة مليشيا الحوثي الإرهابية غابت عن الساحة كل الممكنات التي من شأنها احداث الفارق في الوعي وتغيير كثير من المفاهيم، في مجالات عديدة مثل الأدب والفن والثقافة والفكر  والمهرجانات والتظاهرات الكرنفالية.

 

المشهد أقرب إلى فانتازيا الموت مقابر وحوادث بالعشرات انسحبت على المشهد برمته، باستثناء ما يتم شحنه طائفيا ومناطقيا ومذهبيا، ناهيك عن القمع المتواصل تجاه النخب بكل أشكالها.

 

هكذا عاش المشهد الثقافي اليمني 2022 تغييب تام عززه رحيل قامات أدبية وفكرية وفنية وصحفية وإعلامية لا يمكن تعويضها أبدًا في ظل مرحلة معقدة ومخيفة وتشظ بلا أفق.

 

فعاليات غائبة

 

تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية فعاليات باهتة فيما يخص المشهد الثقافي والأدبي، بعضها تقوم به جهات ومؤسسات خاصة ليس لها علاقة بالمؤسسات الرسمية.

 

في العاصمة صنعاء على سبيل المثال يتم تجيير كل شيء لصالح المشروع الطائفي ومثله بقية المدن والمحافظات. إذ يبدو المشهد الثقافي الفاعل والحقيقي شيء زائد عن الحاجة.

 

ففي ذمار مثلا لا يزال مبنى وأرض اتحاد الأدباء تحت السطو المسلح من قبل مجموعة من الأشخاص الذي يدعون ملكية المكان ولا تزال القضية منظورة أمام المحكمة.

 

في إب وحجة وعمران وذمار لا صوت يعلو فوق صوت الزامل والفعاليات الخاصة بالمشروع الحوثي ولا وجود لأي مظاهر أو حراك ثقافي وادبي رغم أن البلد يملك مئات الشعراء وكتاب القصة والرواية والباحثين والإعلاميين.

 

مشهد مخيف

 

حراس الفضيلة وفي مشهد مخيف صاروا هم السلطة فجأة؛ حيث أصبح كل شيء تحت رقابة الحلال والحرام،  حتى احتفالات الخريجين من طلاب الجامعة والمعاهد تم إخضاعها للرقابة الدينية اللصيقة التي تتم تحت مجهر دقيق يتفنن حتى في تتبع أظافر الطالبات الطويلة.

 

لم تكن الحياة كذلك قبل 2015 ولا حتى في ذروة الصراع 2011، ما يجري اليوم يعد انتكاسة رهيبة، خلفتها الحرب واجتياح مليشيا الحوثي المدعومة من قبل النظام الإيراني للبلاد برمتها.

 

لعلها واحدة من أهم الفترات غرابة على الأقل منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م. الأمر أشبه بالكابوس الذي جثم على صدور الناس في ظل ثورة علمية وإعلامية ضخمة إلا أن ذلك في نظر السلطة القائمة أمر لا يخص اليمنيين.

 

واقع إبداعي مؤلم

 

لا يزال العديد من الأدباء والصحفيين والفنانين يعانون ظروفا صعبة، يعيشون وطأة المرض والحرمان من أبسط الحقوق. الشاعر محمد القعود رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء، تعرض لجلطة اقعدته الفراش منذ أكثر من شهرين.

 

رياض السامعي شاعر وعضو اتحاد الأدباء والكتاب أصيب قبل أسبوع بجلطة في صنعاء ولا يزال تحت العناية في ظروف تشبه مأساة كل يمني لا يجد قوت يومه.

 

ولعل انقطاع الرواتب منذ سنوات وتغير الحياة المعيشية 180 درجة، انعكس بشكل سلبي على معظم المبدعين، على المستوى النفسي والصحي والمادي والمعنوي، الأمر الذي أحدث خللا في واقع الإبداع والمبدعين.

 

رحيل لا تعوضه الأيام

 

خلال العام المنصرم 2022 رحل العديد من رواد الثقافة والفن والأدب والتشكيل والصحفيين والباحثين في المجال الأكاديمي ما يعد انتكاسة للمشهد بشكل عام.

 

مع بداية العام 2022 توفي البروفيسور واستاذ الإدارة في جامعة تعز محمد فضل العبسي.

 

وفي 12/مارس أعلن عن وفاة الباحثة في الموروث الشعبي أمة الرزاق جحاف في صنعاء. وفي ال 29 من نفس الشهر كانت وفاة الكاتب والصحفي المخضرم، نجيب يابلي عن عمر 76 عاما.‏

 

في 11 أبريل رحيل الإعلامي المخضرم عبدالله القهالي، صاحب البرنامج الشهير في أثير إذاعة صنعاء “قضايا واحداث”.

 

أما في 29 مايو فقد أدى انفجار لغم ارضي في مديرية الجراحي محافظة الحديدة إلى مقتل  الشاعر فهد علي المصباحي عضو اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين.

 

في 15 يونيو مقتل الصحفي صابر الحيدري الذي يعمل مراسلا لتلفزيون (NHK) الياباني في انفجار عبوة ناسفة وضعت بسيارته بمديرية المنصورة بعدن.

 

في 6 يوليو كانت وفاة الصحافيين البارز صالح الحميدي، في القاهرة بعد معاناة جراء تليف في الكبد. تبعه في 30 يوليو، نائب مدير تحرير صحيفة الثورة الرسمية السابق محمد العريقي.

 

في 5 أغسطس رحل رئيس مجلس الشورى السابق، ‏الشيخ عبدالرحمن محمد علي عثمان. في اليوم نفسه توفي رئيس المركز الوطني للوثائق القاضي علي أحمد أبو الرجال في صنعاء عن عمر ناهز ال90 عاما.

 

في 12 أغسطس أيضا توفي رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة تعز الدكتور عبدالحكيم مكارم بذبحة صدرية.

 

أما في 19 أغسطس فقد غيب الموت الروائي البارز وليد دماج بأزمة قلبية مفاجئة في مدينة عدن عن عمر ناهز ال46 عاما تقريبا.

 

في 21 أغسطس تبعه الصحافي والباحث مهيب زوى، بعد تعرضه لحادث مروري في العاصمة المصرية بعده أيام في العناية المركزة.

 

أما في 29/ أغسطس فقد توفي المناضل محمد عبدالله الفسيل أحد رموز ثورة سبتمبر ضد الإمامة، في العاصمة المصرية القاهرة.

 

في 29 سبتمبر توفي الفنان اليمني الشاب عازف العود والمؤلف الموسيقي، أحمد الشيبة بحادث مروري في الولايات المتحدة الامريكية.

 

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *